-A +A
مغرم العسيري (محايل عسير)، عبدالعزيز معافا (ضمد)

أوجه عدة للتسول تنتشر بكثافة مع حلول شهر رمضان، في ظاهرة سلبية لاستعطاف المواطنين، بطرق ملتوية مزيفة من أجل استنزاف ما لديهم من أموال بحجة ثواب هذا العمل في هذا الشهر المبارك.

فلم يكتف المتسولون بالتواجد في الطرقات وعند إشارات المرور والمساجد والصرافات الآلية، بل في الأسواق أيضا، وفي كل شبر لابد أن تجد متسولا أو متسولة أو طفلا، يلهث خلفك من أجل أن تعطيه شيئا يزيد من غلته اليومية.

«عكاظ» رصدت خلال اليومين الماضيين تزايد أعداد المتسولين في أغلب المحافظات التابعة لمنطقة عسير في ظل غياب الجهات ذات العلاقة لمكافحة هذه الظاهرة السلبية، فبمجرد إضاءة المرور باللون الأحمر يقفز مجموعة من الصبية لطرق زجاج مركبتك، لاستعطاف السائق وركاب السيارة. وطالب أهالي وسكان المحافظة التابعة لمنطقة عسير الجهات المسؤولة عن مكافحة هذا التسول بالتدخل العاجل لبتر هذه الظاهرة المتفشية في هذا الشهر الكريم.

وكحال منطقة عسير، قامت «عكاظ» بجولة أخرى في محافظة ضمد وأبو عريش لتضع يدها على الظاهرة المنتشرة هناك أيضا تزامنا مع شهر رمضان والإجازة الصيفية، وقد وقفت «عكاظ» على لحظات انتشار المتسولين لأخذ أماكنهم عند المساجد والأسواق التجارية والمنازل وإشارات المرور والصيدليات ومحطات الوقود ومكائن الصراف الآلي في تنظيم غريب وكأن كل فرد من هذه العصابة يعلم جيدا موقعه مع ذروة اليوم.

وتشكل النساء وبعض الأطفال والعجزة الفئة الأغلب لهؤلاء المتسولين ممن يحاولون استعطاف المواطنين في الشهر الكريم، كما أن البعض يشجعهم على التسول بمنحهم المال طمعا في الأجر والمثوبة، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لبتر الظاهرة إلا أن المتسولين في تزايد عند الإشارات المرورية البعيدة عن أعين الرقابة مما يتطلب تكاتف الجهود والتعاون بين الجهات المعنية والمواطنين والمقيمين لمواجهة هذه الظاهرة.

يقول عبدالرحمن معافا (أحد المواطنين في المنطقة) إن ظاهرة التسول تنامت بشكل لافت حيث نجد محترفي التسول في كثير من المواقع التي يتجمع فيها المواطنون وأغلبهم من النسوة اللاتي يتسولن عند الإشارات المرورية ويستعطفن الناس بالعاهات وغير ذلك من الحركات المزيفة، مطالبا دوريات الجوازات ومكتب مكافحة التسول بتكثيف جهودهما والتضييق على المتسولين.

ودعا المواطن حسن علي إبراهيم المجتمع إلى التحري في صدقاتهم وزكاتهم على الفقراء المحتاجين ممن منعهم الحياء والخوف والخجل وعفة النفس عن الخروج من منازلهم وذلك عن طريق المشايخ وأئمة المساجد.

وقال المواطن عبدالله حيدر إنه لا يعرف من منهم الصادق من الكاذب، فهناك عصابات ترسل بعض الأطفال والمعوقين والمرضى والنساء، وأشار حيدر إلى ضرورة أن تمنح الصدقة للفقراء الحقيقيين المحتاجين الذين لا يملكون شيئا، متسائلا عن دور حملات مكافحة التسول من أجل محاربة هذه الظاهرة.

وأشار المواطن خالد علي إلى أهمية الدور الرقابي لردع المتسولين، خصوصا أننا نشاهد أفواج المتسولين يتوافدون إلى منازل المحافظات نهارا وليلا وأمام إشارات المرور ومعظمهم من النساء والأطفال مستغلين ضعف ذلك الدور.